استمعَ إلى حكايات مندوبـي الإعلانات وضيق البعض منهم من الإهانات التي يتعرضون لها أحياناً، وصدقَ فيهم رأيهُ.. متسولو الميزانية، فالإعلانات يجب أن تأتي إلى الجريدة ولا تذهب الجريدة أبداً إلى الإعلانات. أحسّ أن المهنة التي أحبها منذ نعومة أظافره قد انهارت وحلَّت محلها مهنة أخرى قد يكون لها نفس المُسمى، ولكن من المؤكد أنها ليست لها نفس الصفة.. صحافة. تركَ دكاكين الصحافة الخاصة وأوكار الصحافة المحلية غير نادمٍ ولا آسف، حتى تجدد الحلم مرة أخرى وأخذه الحنين كل مأخذٍ، فالأحلام قد تؤجل ولكن لا تموت، عندئذٍ قرر أن يعود وأن يُجرب ربما يكون شيء قد تغير، أو أن يحالفهُ الحظ في جريدةٍ فلتت من المناخ الذي سبق له أن عملَ فيه، خاصة مع الفقدان التام لأي أملٍ في العمل في إحدى المؤسسات الصحفية القومية. ويبدو أن زميله الذي حَادثهُ بأمرِ تلك الصحيفة الجديدة كان على موعدٍ مع أفكارهِ. غلبه الحنين إلى المهنة الأحب إلى قلبهِ، وكأنهُ كان ينتظر أن يشير إليه أحد، فرجع وآب.