يعتبر "الينبوع"، مثالاً واضحاً على استمرارية تطور وتقدم الشعر العربي في عصره، حيث أن الكاتب "أحمد زكي أبو شادي"، يعتبر من روّاد الشعر الحديث ذي النزعة التحررية، إذ أنه اعتبر هذه النزعة صفةً مميزةً وعلامةً تدلّ على الأدب الحي، وقد فتح لنفسه آفاقاً لا تحدّها حدود في كتابة الشعر، ولم يلتزم بالقافية او الوزن، أو بأي تقليدٍ من تقاليد الشعر المعروفة، إذ أن "أحمد زكي أبو شادي" يرى أن الشعر لا يمكن أن يكون صناعةً جامدةً، بل إنه فنٌ راقٍ من الفنون، كما أن موضوعاته وأفكاره كلها مستوحاةٌ من بيئة الشاعر، إذ يستلهم من هذه البيئة أفكاره الشعرية، وقد احتوي كتاب "الينبوع" على عددٍ من القصائد التي تتكلم عن لوعة الحب، كما تكلمت عن الكفاح والحرية والسياسة التي تلهث لأجل تحقيق هذه الحرية، كما أنه مدح "عدلي يكن"، وثمّن دوره الوطني، وكتب أيضاً عن فلسطين وقضيتها مع الاحتلال، والجدير بالذكر أنه من خلال قصائد الشاعر، يظهر أنه قد تأثر بشكلٍ واضحٍ بالمدرسة الرومانسية الطبيعية، والثقافة اليونانية.