كتابٌ في السيرة الذّاتيّة والإبداعيّة لبديع الزّمان الهمذاني، أرّخ فيه الكاتب والصّحفي مارون عبّود، تناول نشأة الهمذانيّ وحياته، وسلّط الضّوء على منتخبات من آثار بديع الزّمان، وتطرّق إلى الأحوال السياسيّة والاقتصادية والأدبيّة التي عَهِدَها عصره، والعوامل والظّروف التي تعرّض لها في حياته فكان لها دورٌ في إثراء قريحته، أو إرهاق عزيمته عن المضي كرجل من عظام رجالات التاريخ، ممّا يجعل الكتاب يشكّل برهنةً على أنَّ العظماء يُسَيِّرون حركة المجد ويصنعون التّاريخ بعبقريّتهم. فقد تناول الكاتب في هذا المُؤلَّف كل ما يتعلَّق بالحيثيات، كما تطرَّق إلى ظروف نشأته، وآراء الكُتَّاب فيه، وقد وُفق الكاتب في وصف تلك العبقرية حينما استعان بالآثار الأدبية التي أبدعها الهمذاني من مقاماتٍ ورسائل؛ فكان بذلك الأسلوب كمن يُبْحِرُ بمجداف بحارٍ خبير بآثار تلك الشخصية على صفحة ماء الأدب، كما يُثبت الكاتب أنَّ العظمة الأدبية لا يُشترط فيها الكثرة؛ فقد يُخلَّد الإنسان ببضع آثار تمجده في صفحة التفرُّد والفَخَار.