أساطير القدماء هي أحلامهم الذي أخذت تعمر أخيلتهم حينما شرعوا ينتقلون في سلم التطور، من الحياة البدائية ، إلى حياة التمدن والاستقرار، ثم التفكر في أسرار هذا الكون، وتعليل القوى الخارقة التي تستتر وراء هذا العالم، فتسبب الحياة والموت.. وتسهر على الأجنّة، وتنتقل بالمخلوق من حال إلى حال، وتدب في البذرة فلا تلبث أن تحيلها دوحة باسقة ممدودة الأفنان، وتنسرب إلى القلوب فتعمرها بالحب مرة وبالكراهية والبغضاء والحقد وسائر ألوان الرذيلة مراراً.. أخذ الأولون يفكّرون في هذا كله تفكيراً سهلاً يقوم أكثر ما يقوم على الخيال والعاطفة، ويبتعد أشد ما يبتعد عن العقل والمنطق.