تتعرض التربية الحديثة لكثير من سوء الفهم من مريديها, ولكثير من الهجوم من معارضيها, ولكنها مع ذلك تتقدم بخطى حثيثة جريئة في الميدان التربوي في جميع المجتمعات ، وقد حاول كثير من المخلصين لها أن يدافعوا عنها كل بوسائله الخاصة . فمنهم من حاول توضيحها, وإلقاء الضوء على كثير من جوانبها, دون أن يهاجم التربية القديمة أو أن يبرز عيوبها . والكتاب الذي بين يدي القارئ محاولة من هذا النوع من المحاولات, قام بتأليفه أستاذ فرنسي للتربية . وقد حاول في هذا الكتاب أن يوضح مفهوم التربية الحديثة, دون أن يحاول الدفاع عنها, وإنما كان هدفه أن يقول للقارئ " هذه هي التربية الحديثة دون زخرفة أو تنميق ", ولكنه كان يأمل من وراء ذلك أن يكون كلامه مقنعا للقارئ كل الإقناع .