"ماذا انا فاعلة بحياتي، وإلي متي سأظل هكذا بين السماء والأرض" تلك التساؤلات وغيرها الكثير تطرحه مؤلفة الكتاب خلال سردها لتجاربها في رحلاتها حول العالم كمضيفة جوية. الكتاب يحوي اكثر مما يوحيه عنوانه، فلا يقتصر علي رصد عادات الشعوب المختلفة والوصف الدقيق لكل ما رأته الكاتبة في أسفارها ورحلاتها ولكن يستعرض علي خلفية ذلك الرحلة الأهم وهي رحلة اكتشاف الذات لفتاة خلال سنوات عملها في الضيافة الجوية بكل ماتتضمنه هذه الرحلة من احلام وطموحات، مخاوف وأحزان ، وبحث عن الحب الذي قد يبدو حقيقة حيناً وسراباً أحياناً اخري. يتنقل القارئ بين مدن وأماكن تعددت في كل أنحاء العالم مروراً بالرحلات الجوية علي متن الطائرة ويكتشف سلوك الركاب الطريف والصادم أحياناً، ويتعرف علي طبائع البشر المختلفة. أسلوب الكاتبة الرشيق والذي لا يخلو من الفكاهة وخفة الدم يجعل الأحداث تتسلل للقارئ بخفة فلا يملك الا ان يستمر في قرائته ويتمني الا ينتهي. كتاب " اعترافات مضيفة جوية" هو قطعة من الحياة جديرة بالتذوق (القراءة).