«وادي النّطرون ورهبانه وأديرته» تعرّض الأمير عمر طوسون في هذا المؤلَّف إلى تاريخ وادي النّطرون، وتناول الأديرة التي كانت موجودةً فيه، كما تحدّث عن البطاركة الأرثوذوكس الذين عاشوا فيه، وتناول أحوال الرّهبان وأخبارهم قبل الفتح العربي لمصر. ويشير الكتاب إلى أن وادي النّطرون هو وادٍ مستطيل منخفض فى صحراء لوبية يتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، ويبلغ طوله ٦٠ ألف متر، ويصل طول البحيرات التي فيه إلى ٣٠ ألف متر. ومتوسّط عرضه بالأمتار ١٠ آلاف. منسوب بحيراته ٢٢ مترًا تحت سطح البحر، وتبلغ المسافة من طرفه الجنوبي الشرقي إلى مدينة القاهرة ٨٠ ألف متر، ومن طرفه الشمالي الغربي إلى مدينة الإسكندرية ٨٥ ألف متر. يرفد النّيل هذه البحيرات بالمياه، فتزيد في زمن فيضانه وتنقص في الحر، حتى أن بعضها يجفّ جفافًا تامًا في فصل الصّيف. يقع في صحراء كانت قسمًا من لوبية، التي كانت في تلك الأزمان قطرًا قائمًا بحدّ ذاته له كيان سياسي خاص.