تثاءب منصور السعداوي طبيب الاستقبال في المستشفى العام ناظرا للساعة المعلقة على الحائط والتي تنبئ عقاربها الطاعنة في السن أن الوقت لا يزال طويلا في تلك النباطشية الليلية الحارة رغم دوران تلك المروحة التي تئن مع كل حركة كعجوز أصيبت بخشونة المفاصل ناقلا ناظريه لجنبات المكان المظلم اللهم إلا تلك المصابيح الصفراء المعلقة بسلك متآكل ينذر بالظلام في أي لحظة، ولكن حتى الآن فالليلة هادئة ولا مجال لأي منغص لهدوء الليل، اللهم إلا ذلك الطنين المزعج الصادر من تلك البعوضة الممتلئة بطنها بدماء المرضى متنقلة بحرية من هذا لذاك لتعلن على الملأ فشل منظومة مكافحة العدوى بالمستشفى.