تقدم جيهان مأمون في كتابها الجديد (من سيرة المماليك) الصادر عن دار نهضة مصر، في الجوانب التاريخية التي لم يركز عليها المؤرخون والملامح الاجتماعية التي أرست بعض التقاليد والأعراف بأرض الكنانة، بل تصور بقلمها لقطات فاتنة لحياة ذلك العصر بكل ما فيه من أفراح وأتراح، كما تصف في فصول الكتاب مآثر وحضارة ذلك العصر، كل ذلك بلغة عالية وأسلوب رفيع وبراعة في التناول يأخذك معه حتى تأتي على كل الكتاب. تقول المؤلفة في مقدمتها: هيا نتوغل في عالم المماليك الساحر الذي يعد من أزهى العصور الإسلامية، فلنغص في أعماق دولة لا يوجد لها مثيل، ففي السابقة الأولى من نوعها في التاريخ يجلس على عرش مصر أرقاء يباعون ويشترون في الأسواق وتحول الرقيق المسترقون إلى ملوك وسلاطين، تباعدوا عن أوطانهم وذويهم أطفالاً فصارت مصر لهم وطناً لا يعرفون غيره، غزوا في سبيلها وصدوا الزحف المغولي عنها واستطاعوا القضاء على جيوش الصليبيين وكونوا أمبراطورية شاسعة الأرجاء ضمت مصر والشام واليمن وشمال الفرات فنالوا الشهرة والمجد، فتبوأ العصر المملوكي مكانة بارزة بين عصور التاريخ الإسلامي.