يضع الكاتب والقاص الأردني جعفر العقيلي في مجموعته القصصية "ربيع في عمّان"، حداً فاصلاً بجعل الربيع محمولاً بدلالة حرف الجر الذي يفيد الشيء الذي يقع في الداخل. تتكون المجموعة من ثمان قصص تتميز بواقعيتها الرمزية التي تتشارك مع الآخر في نقد الواقع، وفيها تعبير عن همّ جماعي، حيث انتقال البطل من الهم الذاتي والشخصي إلى الهم الجماعي، كما تحاور الواقع الاجتماعي العام وتركيبة المجتمع، حيث يبدو البطل مشتركاً بالحراك الاجتماعي وعنصراً فاعلاً فيه. وكما يرى الكاتب العراقي مؤيد داود البصّام، يناقش العقيلي في هذه المجموعة الهموم العامة، وبطله غير منسحب إلى الخارج يبحث عن وجوده في لحظة الغربة التي ترافقه. إنه البطل المتعاطف والمشارك للآخرين في فرحهم وهمومهم. وتتميز قصص العقيلي بمسارها الواقعي الاجتماعي، وفيها بعدٌ إنساني مشارك في الهم العام. في هذه المجموعة يتحرك العقيلي نحو الآخر ليشاركه همومه، ويبتعد عن الحوار الذاتي وسمات الغربة التي طبعت إبطاله سابقاً. وفيها يحاول الكاتب الدخول إلى عالم الآخر، بأسلوب يخلو من المباشرة والدعائية، من خلال بنائية جمالية لتقريب المشكلات والهموم الاجتماعية ببساطة وانفتاح على مشاغل الإنسان المعاصر، دون الوقوع في إشكاليات الواقعية النقدية المباشرة